أخبار وطنية كلمات الى نبيل القروي وإلى مدير «حنبعل»
منذ أسابيع ظهر وبصفة مثيرة للغرابة قائد الثوار اللّيبيين عبد الحكيم بلحاج على قناة «نسمة» وقد بدا لنا إذاك المقدم الأخ عبد الحليم المسعودي في موقف حرج لم أشاهد مثيلا له طيلة حياتي.. فمن رتّب هذا «اللقاء الاعلامي» غير المقبول والحال أن البلاد تشكو من الارهاب و من المتشدّدين، وما هي «الوسائل» التي استعملت حتى تستضيفه قناة «نسمة»؟ يا سيد نبيل القروي لقد كانت قناتك تدافع عن الحداثة والديمقراطية، فماذا فعلت بها حتى يتمكّن الظلاميّون من تمرير رسائلهم؟!
من أعدّ هذه الطبخة؟ إنّه لا يحقّ لك أن تدعو إلى «البلاتوه» الحركات العنيفة الليبية أو حتى التونسية.. هذا عار عليك وخطر على تونس وإن كانت القناة تعاني من بعض المشاكل المالية، وحتى إن كان لك «أصدقاء» نظموا هذا اللقاء..
ثم كانت كارثة ثانية لمّا سمحت في بداية الاسبوع لليبيين اثنين من المتشدّدين بالحضور على شاشة «نسمة» وطرح أطرحاتهم لمستقبل ليبيا.. إن ما عرضته «نسمة» ليست له أيّة علاقة بحرية الاعلام وممّا يزيد الطّين بلّة هو أن قناتكم كانت متنفسا للديمقراطيين بعد الثورة، فما هي الدوافع الحقيقية التي جعلتكم تتحوّلون إلى بوق دعاية ظرفي لهذا التيار الليبي المتطرف؟ هل هو دفاعكم عن الرأي الحرّ أم إن هناك أشياء نجهلها؟ لكن ومهما كانت الأسباب أعتقد اعتقادا راسخا أنه لا يجوز لكم أن تسمحوا للعنف باستعمال منبركم ولدعاته لمخاطبة التونسيين ودماء الجنود والامنيين لم تجف بعد، علاوة على أن المخاطر الارهابية تهدّد أمن تونس حتّى انطلاقا من التراب الليبي..
أعلمك يا أخي نبيل القروي أنّه رغم المشاكل المالية «لأخبار الجمهورية» لم أرضخ ولم أقبل أيّ مال تونسي أو أجنبي ولن أركع إلا لمصلحة تونس وتونس دون سواها، ثم حذار من التأثيرات «الجانبية» والمهنية» التي قد تضرّ باستقرار تونس..
أمّا في ما يخصّ قناة «حنبعل» فقد استغربت استضافتها لمتشددين ليبيين فالأمر محيّر وخطير لأن تزامن بروز هذه المجموعات العنيفة في القناتين ليس بريئا بالمرة ومن شأنه أن يثير التساؤل والاستفهام وحتى التأويل.. فبعد أن حطّمت قناة حنبعل وأقصي فوزي جراد ولطفي العماري ووليد الزراع وهالة الذوادي وغيرهم، ها نحن نشاهد أشخاصا يؤمنون بالعنف على شاشة «حنبعل»! وممّا يعمّق حيرتنا هو أن بلادنا تمر بضروف عصيبة بسبب الارهاب في الشعانبي وعلى الحدود اللّيبية..
لقد ارتكبت «حنبعل» خطأ فادحا في حقّ تونس، وما قلته لنبيل القروي أذكّرك به، فرغم الضائقة المالية التي تعرفها «أخبار الجمهورية» لم ولن أستسلم وسأواصل الدفاع باستماتة عن قيم الحداثة الى أن تفنى الجريدة وأفنى معها.
منصف بن مراد
